في هذا المجتمع المعترك صفوفه ، و المختلط به الحابل بالنابل ، و الظاهر بالمخفي ، و المنير بالمطفي ، ترائت أمام عيوني ملاحظات أحب أن أطرحها لكم :
وجدت من الناس من يتصنع بعدة شخصيات لا يحبها ، إنما يتقمصها لأنه يرى أن شخصيته الأساسية غير قابلة إلى الإنتماء لمجموعة من تلك المجموعات المليئ بها المجتمع ، فإن وقف مع جماعة حاول بشتى الطرق أن يعرف ما مجد هذه الجماعة و ما فخرهم ، فإن رأى أن مفهوم المجد عندهم هو انتهاك عرض فتاة راح يغني على نغمتهم ، ليكون الماجد في نظرهم ، و يبقى يتحدث عن بطولاته في إنتهاك أعراض الناس حتى يبلغ مبلغ البطل بينهم ، فهو كالحرباء يتلون على حسب المكان الذي يكون فيه .
والناس يمضي على المبدأ الذي يقول : ( إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب ) ،
فيبقى ليل نهاره ينهش في لحم فلان ، و ينخر عظم فلان ، و يعتدي على ذاك ، و ينهب مال هذاك ، ظناً منه أنه يمضي بطريق الكبرياء ، و لم يعلم أن الكبرياء سمة من سمات البشر ، لا صفة من صفات الذئاب .
بعض
و البعض يرضى على نفسه الذل مقابل أن يلازم الجلوس مع جماعة ، فتراهم يضربونه فيصطبر ، و يزدجرونه فيزدجر ، و يطأونه بأقدامهم في غداتهم و عشاتهم ، و في صبحهم و عشيتهم ، و يصرخون في وجهه طلب الإبتعاد ، و هو يهز ذيله طالباً الإعتذار ، فهو كالكلب الذي يرضى بطوق يطوق رقبته مقابل قطعة لحم ترمى له ليأكلها .
و البعض تراه كالنوارس الحزينة ، يرحل من جماعة إلى جماعة إن نغص أحدٌ عليه حريته و إستقلاله ، يبحث عن أرضٍ ترى عظمته ، و تعرف منزلته ، فهو رغم شقائه و حزنه ، و رغم رقرقة الدموع التي تلحظها في عيناه ، إلا أنك تراه شامخ الرأس ، نافخ الصدر ، يمشي بخيلاء ، بشموخٍ و كبرياء ، و لا يزال الناس يرمونه بمصطلحات الغرور و التكبر حتى إضطر إلى ذل نفسه ظناً منه أنه بلغ مبلغ المتواضع في نظرهم .
تلك هي فئاتٌ أبصرتها عيني ، و شاهدتها و عايشتها ، و أنا لا أزيد على ما شاهدت عيناي شيء ، و أنا أعلم أن هناك فئاتٌ أخرى غير ما ذكرت ، غير أن حبر قلمي الكثير سينفذ إن عددت لكم تلك الفئات
وجدت من الناس من يتصنع بعدة شخصيات لا يحبها ، إنما يتقمصها لأنه يرى أن شخصيته الأساسية غير قابلة إلى الإنتماء لمجموعة من تلك المجموعات المليئ بها المجتمع ، فإن وقف مع جماعة حاول بشتى الطرق أن يعرف ما مجد هذه الجماعة و ما فخرهم ، فإن رأى أن مفهوم المجد عندهم هو انتهاك عرض فتاة راح يغني على نغمتهم ، ليكون الماجد في نظرهم ، و يبقى يتحدث عن بطولاته في إنتهاك أعراض الناس حتى يبلغ مبلغ البطل بينهم ، فهو كالحرباء يتلون على حسب المكان الذي يكون فيه .
والناس يمضي على المبدأ الذي يقول : ( إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب ) ،
فيبقى ليل نهاره ينهش في لحم فلان ، و ينخر عظم فلان ، و يعتدي على ذاك ، و ينهب مال هذاك ، ظناً منه أنه يمضي بطريق الكبرياء ، و لم يعلم أن الكبرياء سمة من سمات البشر ، لا صفة من صفات الذئاب .
بعض
و البعض يرضى على نفسه الذل مقابل أن يلازم الجلوس مع جماعة ، فتراهم يضربونه فيصطبر ، و يزدجرونه فيزدجر ، و يطأونه بأقدامهم في غداتهم و عشاتهم ، و في صبحهم و عشيتهم ، و يصرخون في وجهه طلب الإبتعاد ، و هو يهز ذيله طالباً الإعتذار ، فهو كالكلب الذي يرضى بطوق يطوق رقبته مقابل قطعة لحم ترمى له ليأكلها .
و البعض تراه كالنوارس الحزينة ، يرحل من جماعة إلى جماعة إن نغص أحدٌ عليه حريته و إستقلاله ، يبحث عن أرضٍ ترى عظمته ، و تعرف منزلته ، فهو رغم شقائه و حزنه ، و رغم رقرقة الدموع التي تلحظها في عيناه ، إلا أنك تراه شامخ الرأس ، نافخ الصدر ، يمشي بخيلاء ، بشموخٍ و كبرياء ، و لا يزال الناس يرمونه بمصطلحات الغرور و التكبر حتى إضطر إلى ذل نفسه ظناً منه أنه بلغ مبلغ المتواضع في نظرهم .
تلك هي فئاتٌ أبصرتها عيني ، و شاهدتها و عايشتها ، و أنا لا أزيد على ما شاهدت عيناي شيء ، و أنا أعلم أن هناك فئاتٌ أخرى غير ما ذكرت ، غير أن حبر قلمي الكثير سينفذ إن عددت لكم تلك الفئات